تعد اللامركزية نهجا ديمقراطيا يتيح لكيانات محلية تدبير شؤونها الخاصة بواسطة مجالس منتخبة وكذلك يمكن أن نقول بأنها فلسفة وأداة تنموية تمكن البشر من المشاركة في صنع واتخاذ القرارات المتعلقة بتنمية مجتمعاتهم بما يعود عليهم بالفائدة ، في هذا الإطار وفي خضم التحولات الكبرى التي تشهدها بنيات الدولة وتجدد أدوارها تعالت الدعوة إلى تطوير النظام اللامركزي وذلك بتبني مفهوم جديد ومقاربة تتوخى البعد ألتدبيري وذلك من خلال ترسيخ مفهوم إدارة القرب ومنهجية المقاربة التشاركية ، وبالموازاة مع ذلك شهدت وظيفة الجماعات الترابية تطورا تدريجيا مند 1960 إلى يومنا هذا بفعل التحولات الكبرى ونتيجة لعولمة الاقتصاد والطفرة النوعية للمعلومات الرقمية.
وانطلاقا من هذه المعطيات وغيرها انتقلت الجماعات من اعتبارها جماعات ترابية إلى جماعات اقتصادية تقوم بتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية وكأحد الشركاء الرئيسيين للدولة في المبادرات الكبرى وإنعاش الاستثمارات وحل المشاكل الاجتماعية وفاعل أساسي ليس فقط في مجال نفوذها الترابي بل شريك في المبادرات التنموية ، ويتعلق الأمر هنا بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي للمواطنين سواء عن طريق التدخلات الميدانية أو عن طريق الدعم المالي .
وهكذا يمكن القول انه مند صدور الميثاق الجماعي 1976 الذي شكل تحولا حاسما في مسار الشأن المحلي ، إلا أن الواقع المحلي أتبث أن التنمية لم تتحقق بالشكل الذي كان مرجوا منها ، مما أدى إلى الوقوف مرة أخرى لصناعة فلسفة جديدة تكرس مقاربة التخطيط الاستراتيجي وقد ترجمت في صدور الميثاق الجماعي المعدل بمقتضى القانون رقم 08-17 بتاريخ 23 فبراير 2009 الذي منح للمجالس الجماعية في إطار الاختصاصات الذاتية مهمة إعداد المخطط الجماعي للتنمية الذي أصبح وسيلة لازمة لتحقيق تنمية فعالة .
في هذا السياق استطاعت البلدية أن تواكب كل هذه التحولات وتتمكن من تحقيق مشاريع تنموية كان لها الأثر الايجابي والطيب على الساكنة المحلية على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية.
وبخصوص هذه البوابة فان المجلس البلدي لتافراوت بجميع مكوناته ارتأى انه من الضروري الانفتاح على محيطها الخارجي من خلال عرض الجماعة لأنشطتها وخدماتها وتسهيل الولوج إلى المعلومة لفائدة كل المواطنين ، كما تفتح المجال للتدخل لكافة الأشخاص الذين لهم رؤية مخالفة واعتباره كمنبر للتعبير عن أرائهم وانتقاداتهم ، كما تعتبر مرآة لما تشهده المدينة من تطور وتقدم متواصل ويعطي انطباعا جيدا للجماعة أمام العالم.